يروى أن رجلاً كان له ولد ، فأراد الرجل أن يربي ابنه على معاني الهمة العالية فأرسله ليعتمد على نفسه ، وفي الطريق رأى الولد ثعلباً يطارد فريسته فوقف يتأمل هذا الموقف ، وبعد فترة تعب الثعلب من المطاردة فتركها فإذا بأسد يطارد تلك الفريسة حتى تمكن منها وأخذ يأكل ويغتنم بها ، وبعد أن شبع الاسد ولى مدبراً عنها ، فإذا بالثعلب يأتي ويأكل فتاتها والذي تبقى منها من أكل الأسد .
فاندهش الولد وقال :" سبحان الله ، هذا الثعلب دون أن يتعب حصل على مراده وملأ بطنه فلماذا التعب والبحث عن الرزق وهو آتيك لا محالة ؟ فرجع الولد على أبيه وأخبره بما شاهده . فقال الأب لأبنه : لقد فشلت أردت فيك همة الأسد لا همة الثعلب ، حتى يأكل الناس من فتاتك لا تأكل من فتات الناس .