الكتابة العروضية
تختلف الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية التي تقوم على حسب قواعد الإملاء المعروفة ، حيث تقوم الكتابة العروضية على مبدأ اللفظ لامبدأ الخط ، أي أن الكتابة العروضية تقوم على مبدأين أساسيين هما :
( 1 ) كل ماينطق به يكتب ولو لم يكن مكتوبا ، مثل :-( هذا )، تكتب عروضيا ( هاذا ) .
( 2 ) كل ما لا ينطق به لايكتب ولو كان مكتوبًا إملائيا ، مثل : ( فهموا ) تكتب عروضيا ( فهمو ) .
ويترتب على هذه القاعدة زيادة بعض الحروف أوحذفها عند الكتابة العروضية كما يلي : أولا : الأحرف التي تزاد عند الكتابة العروضية :
( 1 ) التنوين : بجميع صوره يكتب نونًا ساكنة ، مثل : (عِلْمٌ ، علمًا ، علمٍ ) ، تكتب عروضيا هكذا : عِلْمُنْ ، عِلْمَنْ ، عِلْمِنْ .
( 2 ) الحرف المشدد : يكتب بحرفين : ساكن فمتحرك ، مثل : ( مرَّ ، فَهَّمَ ) ، يكتب عروضيا هكذا: مَرْرَ ، فَهْهَمَ ، وإذا وقع الحرف المشدد آخر الروي المقيد ( الساكن ) عُدَّ حرفا واحدا ساكنا عند علماء العروض والقافية ، مثل ( استمرّْ ) إذا وقع نهاية الشطر الثاني ، تكتب عروضيا هكذا : استمرْ .
ملاحظة : الحرف المشدد في آخر الشطر الأول يفك ويشبع،بخلاف ضمير جمع المؤنث الغائب (هنَّ).
( 3 ) زيادة حرف الواو في بعض الأسماء ، مثل : (طاوس ، دَاود )، تكتب عروضيا هكذا : دَاوُوْد ، طَاوُوْس .
( 4 ) زيادة الألف في المواضع الآتية :
أ- في بعض أسماء الإشارة ، مثل : (هذا ، هذه ، هذان ، هذين ، ذلك ، ذلكما ، ذلكم) ، تكتب عروضيا هكذا :هاذا ، هاذه ، هاذان ، هاذين ، ذالك ، ذالكما ، ذالكم ... .
ب- في لفظ الجلالة (الله ، الرحمن ، إله )، تكتب عروضيا هكذا : اللاه ، اَرْرحمان ، إلاه .
ج- في (لكنْ ) المخففة ، والمشددة (لكنَّ ) ، تكتب عروضيا هكذا : لكنْ ، لكنْنَ .
د- في لفظ ( طه ) ، تكتب عروضيا هكذا : طاها .
(5)أولئك ، تكتب عروضيا هكذا : ألائك .
(6)إشباع حركة حرف الروي بحيث ينشأ عن الإشباع حرفُ مدٍّ مجانسٌ لحركة حرف الروي ، مثل أن يكون آخر الشطر ( الحكمُ ، كتابا ، القمرِ ) ، تكتب عروضيا هكذا : الحكمو ، كتابا ، القَمَرِيْ ) .
(7) تشبع حركة هاء الضمير الغائب للمفرد المذكر ، وميم الجمع إن لم يترتب على ذلك كسر البيت الشعري ، أو التقاء ساكنين ، مثل : لهُ ، بهِ ، لكمُ ، بكمُ ، تكتب عروضيا هكذا : لهُوْ ، بهِي ، لكمُوْ ، بكُمُوْ .
(8.) كاف المخاطب أو المخاطبة ، ونون الرفع في الفعل المضارع ، ونون جمع المذكر السالم ، وتاء ضمير التكلم أو المخاطب للمذكر أو المؤنث تشبع حركتها إذا وقعت إحداها نهاية أحد الشطرين ، مثل : كلامكَ ، كلامُكِ ، يسمعانِ ، يسمعونَ ، تسمعينَ ، مسلمونَ ، مسلمينَ ، قُمْتَ ، قمتُ ، قمتِ ، تكتب عروضيا هكذا : كلامكَاْ ، كلامكِيْ ، يسمعانيِْ ، يسمعونَاْ، تسمعينَا ، مسلمونَا ، مسلمينَا ، ، قُمْتَاْ ، قمتُوْ ، قمتِيْ .
(9) الهمزة الممدودة تكتب همزة مفتوحة بعدها ألف ، مثل ، آمن ، قرآن ، تكتب عروضيا هكذا : أَاْمَنَ ، قرْأَاْن .
ثانيا: الأحرف التي تحذف :
(1) همزة الوصل إذا وقعت في درج الكلام ، سواءٌ أكانت الكلمة التي هي فيها سماعية أم قياسية ، مثل : فاستمعَ ، وافهمْ ، واستماعٌ ، وابنٌ ، واثنان ، واسمٌ ، تكتب عروضيا هكذا : فَسْتَمَعَ ، وَفْهَمْ ، وَسْتِماعُنْ ، وَبْنُنْ ، وَثْنانِ ، وَسْمُنْ . فإن وقعت في أول الكلام ثبتت لفظا وخطا ، مثل : استمعَ ، افهمْ ، استماعٌ ، ابنٌ ، اثنان ، اسم ، تكتب عروضيا هكذا : اِسْتمعَ ، اِفْهمْ ، اِسْتماعُنْ ، اِبْنُنْ ، اِثنانِ ، اِسْمُنْ.
(2) ألف الوصل مع (أَلْ) المعرفة إذا وقعت في درج الكلام ، فإن كانت (أل) قمرية حذفت الهمزة فقط وبقيت اللام ساكنة ، مثل :والكتاب ، فالعلم ،تكتب عروضيا هكذا :وَلْكتاب ، وَلْعِلْم . وإن كانت شمسية حذفت الألف وشدد الحرف الذي بعدها ، والصِّدْق ، والشَّمس ، تكتب عروضيا هكذا : وصْصِدْق ، وَشْشَمْس .
(3) تحذف ألف الوصل من لام التعريف إذا وقعت بعد لام الابتداء أوبعد لام الجر ، مثل : لَلْعِلْمُ ، لِلْعِلْمِ ، لَلصِّدْقُ ، لِلصِّدْقِ تكتب عروضيا هكذا : لَلْعِلْمُ ، لِلْعِلْمِ ، لَصْصِدْقُ ، لِصْصِدْقِ.
(4) تحذف واو ( عمرو ) في الرفع والجر ، مثل : حضر عَمْرٌو ، ذهبت إلى عَمْرٍو ، تكتب عروضيا هكذا : حضر عَمْرُنْ ، ذهبث إلى عَمْرِنْ .
(5) تحذف الألف والواو والياء الساكنتين من أواخر الأسماء والأفعال والحروف إذا وليها ساكن ، مثل : أتى المظلوم إلى القاضي فأنصفه قاضي العدل ، تكتب عروضيا هكذا : أتَ لْمظلوم إلَ لْقاضي فأنصفه قاضِ لْعدل . فإن وليها متحرك لم يحذف شيء منها ، مثل : أتى مظلوم إلى قاضي عدل فأنصفه ، تكتب عروضيا هكذا : أتى مظلومُنْ إلى قاضيْ عدلِنْ فأنصفه .
(6) تحذف الألف الفارقة من أواخر الأفعال بعد واو الجماعة في الفعل الماضي ، والأمر ، والمضارع المنصوب والمجزوم ، مثل : رجعوا ، ارجعوا ، لن يرجعوا ،لم يرجعوا ، تكتب عروضيا هكذا : رجعو ، ارجعو ، لن يرجعو ، لم يرجعو .
(7) تحذف الألف ، والواو الزائدتين من : مائة ، أنا ، أولو ، أولات ، أولئك .
(8-) تحذف الألف الأخيرة من الأدوات والحروف والأسماء الآتية إذا وليها ساكن : إذا ، لماذا ، هذا ، كذا ، إلا ، ما ، إذما ، حاشا ، خلا ، عدا ، كلا ، لما .
تقطيع الشعر
تقطيع الشعر هو وزن كلمات بيت الشعر بما يقابلها من تفعيلات ؛ لمعرفة صحة الوزن أو انكساره ، ويراعى في التقطيع اللفظ دون الخط . فالتقطيع تفكيك البيت من الشعر إلى أجزاء ووضع تحت كل جزء مايناسبه من التفعيلات العروضية . والتقطيع العروضي يرتكز على اتقان الإيقاع الصوتي للتفعيلات ؛ إذ لكل تفعيلة إيقاعها الموسيقي الخاص ، فللتفعيلة ( فَعُوْلُنْ ) إيقاعها ، فللتفعيلة ( فَاْعِلاتُنْ ) إيقاعها ... ومتى أتقن الدارس الإيقاع الموسيقي للتفعيلات سهل عليه التقطيع العروضي للبيت .
فائدته :
(1) إعانة الدارس على معرفة نوع البحر الذي ينتمي إليه البيت .
(2) التعرف على وزن القصيدة ومدى مطابقة هذا الوزن للأوزان العربية .
طريقته : نبدا اولا بالطريقه
إذا أردت تقطيع بيت من الشعر فعليك أن تتبع هذه الخطوات المتبعة في تقطيع البيت الآتي حتى تصل إلى الإجابة الصحيحة :
أَسِرْبَ القَطا هَلْ مَنْ يُعِيْرُ جَناحَهُ *** لَعَلِّي إِلَى مَنْ قَدْ هَوِيْتُ أَطِيْرُ
أَسِرْبَ لْقَطا هَلْ مَنْ يُعِيْرُ جَناحَهُوْ *** لَعَلْلِيْ إِلَى مَنْ قَدْ هَوِيْتُ َأطِيْرُوْ
أَسِرْبَ لـْ ، ـقَطا هَلْ مَنْ ، يُعِيْرُ ، جَناحَهُوْ لَعَلْلِيْ ، إِلَى مَنْ قَدْ ، هَوِيْتُ ، أَطِيْرُوْ
فَعُوْلُنْ ، مَفَاعِيْلُنْ ، فَعُوْلُ ، ْمَفَاعِلُنْ ، فَعُوْلُن ، مَفَاعِيْلُنْ ، فَعُوْلُ ، مَفَاعِيْ ،
//0/0 ، //0/0/0 ، //0/ ، //0//0 ، //0/0 ، //0/0/0 ، //0/ ، //0/0
بحره : الطويل
عروضه : تامة مقبوضة
ضربــه : محذوف معتمد
حشوه : دخل التفعيلة الثالثة والسابعة القبض
توضيح الخطوات :
الخطوة الأولى :
نقل البيت إلى كراسة الإجابة ، مع ملاحظة مافيه من ضبط للشكل ، ثم قراءة البيت قراءة واعية متأنية ؛ ليتضح من خلالها الحروف التي تنطق والتي لاتنطق ، والحروف المشددة ، والكلمات المنونة ، وما يحذف أو يحرك لالتقاء الساكنين . ومحاولة التعرف أثناء هذه القراءة على بحر هذا البيت من خلال نغمة تفاعيله ، ومما يساعد على اكتشاف البحر مساعدة واضحة حفظُ ضوابط البحور وترديدها فهي تعد المفتاح لكل بحر .
الخطوة الثانية :
كتابة البيت كتابة عروضية ، وهذا يستلزم الإلمام بقواعد الكتابة العروضية ودراستها دراسة دقيقة ؛لأن الخطأ في هذه الخطوة يتسبب عنه سريان الخطأ إلى الخطوات اللاحقة .
الخطوة الثالثة :
أخذ قطعة من البيت ثم ترديدها منغمة على موسيقا تفعيلة من التفعيلات الأولى التي تبتدئ بها البحور ، ومطابقتها على نغمة هذه التفعيلة ، فإذا تم التطابق في النغمة الموسيقية بين كلام الشاعر والتفعيلة الأولى لبحر من البحور كانت هذه الخطوة صحيحة ، ثم اختيار قطعة أخرى والعمل معها مثلما عُملَ مع القطعة السابقة مع ملاحظة وضع فاصل بين تلك القطع حتى لاتتداخل . فإذا تم ذلك كان التقطيع صحيحا ، وبذلك انكشف البحر الذي جاء البيت على وزنه . ثم إكمال البيت على هذه الطريقة .
الخطوة الرابعة :
وضع الرموز تحت كل قطعة ، بحيث يُجعلُ تحت الحرف المتحرك ( مضموما كان أومفتوحا أو مكسورا) هذا الرمز [ / ] ، ويُجعل تحت الحرف الساكن الصحيح أو حرف المد أو أولِ حَرْفَيْ المشدد هذا الرمز [ 0 ] . مع ملاحظة أن البيت لا يُبتدأُ بساكن ولايوقف على متحرك ، وملاحظة أنه لايتوالى في البيت خمسة متحركات هكذا [ ///// ] ، ومع ملاحظة أنه لايلتقي ساكنان في حشو البيت ، وإذا وقع ذلك فإنه لابد من التخلص من ذلك إما بالتحريك أو الحذف .
الخطوة الخامسة :
اختيار التفعيلة المناسبة لكل قطعة ، المتمشية مع النغمة الموسيقية للبيت ، مع ملاحظة أن التفعيلة المختارة قد لاتأتي سليمة ، مثل التفعيلة ( فَعُوْلُنْ ) أو (مَفَاْعِيْلُنْ ) بل قد يعتريها زحاف إن كانت حشوا أو يعيريها زحاف أوعلة إن كانت عروضا أوضربا . وهذا يوجب على الطالب الإحاطة بالزحافات والعلل وحفظها وضبطها حتى لايقع في حيرة من أمره .
الخطوة السادسة :
كتابة اسم البحر بعد أن تبين لك من خلال الخطوات السابقة ، فإن كان البحر ليس له إلا استعمال واحد فقط كأن يستعمل تاما فقط أومجزوءا فقط فإنه يكفي أن يقال : هذا البيت من البحر الطويل ، أو من البحر المديد. وإن كان له أكثر من استعمال وجب أن نبين نوع استعماله هنا ، فيقال : هذا البيت من بحر الرجز المجزوء وهكذا .
الخطوة السابعة :
ذكر عروض البيت موضحا فيه استعمالها وذكر ما فيها من علة أوزحاف لازم إن وجدا ، فإن لم يوجد شيء من ذلك أو وجد فيها زحاف غير لازم وصفت بالصحة مثال ذلك :
أ- إذا كان البيت من البحر الكامل وكان تاما ودخل العروض الْحَذَذُ قيل : عروضه تامة حذاء . ب- إذا لم يصب التفعيلة زحاف أوعلة قيل :تامة صحيحة . ج- إذا أصاب التفعيلة زحاف غير جار مجرى العلة ، أوعلة جارية مجرى الزحاف كالإضمار مثلا، قيل : تامة صحيحة دخلها الإضمار من غير لزوم. د- إن كانت مضمرة مع الحذذ لم يشر إلى ذلك ؛ لأنه زحاف غير لازم ، ومثله العلةالجارية مجرى الزحاف في عدم اللزوم ، بل يكفي أن يقال: دخلها الإضمار من غير لزوم .
الخطوة الثامنة :
ذكر ضرب البيت ويعمل معه مثلُ ماعُمل مع العروض إلا أنه لايذكر معه تمام أوجزء ... مع ملاحظة أن الضرب مذكر ، والعروض مؤنثة فلينتبه لذلك عند التعبير عنهما .
الخطوة التاسعة :
ذكر مادخل الحشو من تغيير ، فيقال دخل التفعيلة الأولى الخبن مثلا ، ودخل التفعيلة الخامسة العصب وهكذا ، فإن لم يصب الحشو تغيير قيل : الحشو سليم . فتفاعيل الحشو توصف بالسلامة ، والعروض والضرب يوصفان بالصحة .