قال سفيان الثوري: الملائكة حراس السماء وأصحاب
الحديث حراس الأرض،
وقال الإمام ابن الجوزي: لما لم يمكن أحد أن
يدخل في القرآن ما ليس منه أخذ أقوام يزيدون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويضعون عليه ما لم يقل فأنشأ الله علماء يذبون عن النقل، ويوضحون الصحيح ويفضحون
القبيح وما أخلى الله منهم عصرا من الأعصار
وذكر الحافظ الذهبي في طبقات الحفاظ أن هارون
الرشيد أخذ زنديقا ليقتله فقال الزنديق: أين أنت من ألف حديث وضعتها، فقال الرشيد:
أين أنت يا عدو الله من أبى إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها
فيخرجانها حرفا حرفا، نعم لقد نشأ في الأمة الإسلامية علماء الحديث الذين كانوا
جبالا في الحفظ وأوعية عظيمة للعلم لم تعرف أمة قط مثلهم حفظا وتدقيقا ونقدا
وتمييزا للأخبار وتفتيشا وراء كل كلمة حتى يعرف مخرجها والناطق بها، وهذا من
خصوصيات هذه الأمة المرحومة.