من شروح صحيح البخاري :
لم يحظ كتاب بعد كتاب الله بعناية
العلماء مثل ما حظي كتاب صحيح البخاري ، فقد اعتنى العلماء والمؤلفون به :
شرحًا له واستنباطاً للأحكام منه وتكلماً على رجاله وتعاليقه وشرحاً
لغريبه وبياناً لمشكلات إعرابه إلى غير ذلك ، وقد تكاثرت شروحه حتى بلغ
عدد شروحه والتعليقات عليه أكثر من مائة وثلاثين شرحاً ، وأشهر هذه الشروح :
1. فتح الباري شرح صحيح البخاري :
وهو للحافظ العلامة شيخ الإسلام أبي
الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ( 852 هـ) ، وشرحه من
أعظم شروح البخاري بل هو أمير تلك الشروح كلها فلا يدانيه شرح ولا هجرة
بعد الفتح كما قال العلامة الشوكاني ، وقد استغرق تأليفه خمساً وعشرين
عاماً إذ بدأ فيه سنة (817هـ) وأكمله سنة (842هـ ) قبل وفاته بعشر سنين ،
وأولم وليمة كبرى لما أكمله أنفق فيها خمسمائة دينار ، ولم يتخلف عنها من
وجهاء المسلمين إلا اليسير ، وقد لقي هذا الشرح ما يستحق من الشهرة
والقبول حتى إنه كان يشترى بنحو ثلاثمائة دينار ، وانتشر في الآفاق حتى
غطت شهرته سائر الشروح، وهو يقع في ثلاثة عشر مجلداً ومقدمة في مجلد ضخم
مسماة بهدي الساري لمقدمة فتح الباري .
وقد جاء هذا الشرح مكملاً لأصله ،
جمع مؤلفه فيه أقوال أكثر من سبقه ممن تعرض لمسائل من العلم ذات صلة بصحيح
البخاري ، وناقشها مناقشة العالم الحاذق الفذ ، فبين رسوخ قدمه في العلم ،
واطلاعاً واسعاً منه على كتب من سبقه ، حتى ليظن الناظر في كتابه أنه نشر
فيه كتبهم وأقوالهم ، فناقش وقارن ورجح ما صح عنده ، كما امتاز هذا الشرح
بجمع طرق الحديث التي تبين لها ترجيح أحد الاحتمالات شرحاً وإعراباً.
2. عمدة القاري في شرح البخاري :
وهو للعلامة بدر الدين محمود بن
أحمد العينى الحنفي المتوفى سنة ( 855هـ) ، وهو شرح كبير بسط الكلام فيه
على الأنساب واللغات والإعراب والمعاني والبيان واستنباط الفوائد من
الحديث والأجوبة والأسئلة.
3. إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري :
وهو شرح شهاب الدين أحمد بن محمد
الخطيب القسطلاني القاهري الشافعي المتوفى سنة (923هـ) وهو في الحقيقة
تلخيص لشرحي ابن حجر و العيني ، وهو متداول مشهور.
4. الكواكب الدرارى في شرح صحيح البخاري :
وهو شرح شمس الدين محمد بن يوسف بن
علي بن سعيد الكرماني المتوفى سنة ( 786هـ) وهو شرح مفيد جامع قد أكثر
النقل عنه الحافظان ابن حجر و العيني .
قال الحافظ ابن حجر :هو شرح مفيد على أوهام فيه في النقل لأنه لم يأخذه إلا من الصحف .
5. شرح الإمام ناصر الدين على بن محمد بن المنير الإسكندراني :
وهو شرح كبير في نحو عشر مجلدات.
6. شرح صحيح البخاري :
لأبي الحسن على بن خلف بن عبد الملك المشهور بابن بطال القرطبي المالكي المتوفى سنة ( 449هـ) ، إلا أن غالبه في فقه الإمام مالك .
7.التوشيح شرح الجامع الصحيح :
وهو شرح للإمام جلال الدين السيوطي
المتوفى سنة ( 911هـ) وكان من المكثرين في التأليف وقد عنى عناية كبيرة
بعلم الحديث دراية ورواية في مختلف مجالاته ، وشرحه هذا بمثابة تعليق لطيف
على صحيح البخاري ضبط فيه ألفاظ الحديث ، وفسر الغريب ، وبين اختلاف
الروايات التي وردت فيه ، مع تسمية المبهم ، وإعراب المشكل إلى غير ذلك ،
وقال عنه: أنه لم يفته من الشرح إلا الاستنباط .
8. التلويح في شرح الجامع الصحيح :
وهو شرح الحافظ علاء الدين مغلطاى بن قليج التركي المصري الحنفي المتوفى سنة( 762هـ).
وهناك شروح كثيرة لصحيح البخاري غير هذه الشروح ، منها شروح لم تتم كشرح الحافظ ابن كثير ، و ابن رجب الحنبلي ، و النووي وغيرهم .